الجمعة، 22 سبتمبر 2017

باندا عمرو حسن

عمرو حسن 
باندا 

زي مج كاكاو قديم على رف بارد م الرخام 
زي سرب من الحمام فقد الديار 
زي المطر ف ازاز فيميه 
أو زي سهم بينطلق ناحية هدف 
ماعرِفْش هو اللي اتحدف 
ولا بإرادته اختار مابين أحلام بديلة 
زي باندا ،،،
أو أقل قليلا
ابدأ نهاري بضحكتي لله 
واحشد مشاعري كلها للفرح 
أمسك واتبّت ف اللي لسه معاه
واعمل كإني قد شُفيت م الجرح
أختار مابين لبسي اللي يناسبني 
واحط سهواً ف الجيوب ذكرى 
أمي بتغسل كل شيء جوه الجاكت 
عشرين جنيه مادفعتهاش ولا خدت بالي منها 
وَصلْ الايجار ، كارت شحن قديم خدشته ومارميتوش 
لكنها ،،،
بتنسى دايماً إنها 
تغسل ريحتها م القماش 
لو هي كانت دوّرت ، كانت هتلقى ف الجيوب أغنيتي 
هتلاقي بنت ف جيب قصاد القلب 
طلقة رصاص أثر الفراق المشترك 
بس احتراماً للشَرَك 
كان لازم أمي تسيبها للذكرى 
وتسيب لبكره ذكرى مانسيتهاش
زي باندا ،، 
كل شيء ليها انقرض 
إلا السجاير .. والمرض .. بالبرد والخوف والزحام 
باصحى وانام 
وكإني دوبلير حد تاني بالتمام 
وكإني باصحى عشان انام 
زي باندا بامُر وحدي ف الشوارع
باسمع موسيقى تردني ليها 
واهرب إليها تردني ليا 
كلمت صاحبي الصبح وعزمته 
" صاحبي اللي فاضل ف الحاجات الملح " 
اقسم معاه دخان سجاير ربما 
يعمل سما واعمل مراكب من ورق 
احكيله عن عمر اتسرق 
يشتمني بيا وبالوجع 
" لساك وسخ ، انا كلب أصلا اني جيت .. مانا كنت قاعد باشا مبسوط ف الكافيه ، رديت عليك علشان تنكد ع اللي جابني بشكوتك ؟ اشرب يا زفت ف قهوتك وتعالى نعمل شيء جديد " 
صاحبي اللي فاضل ف الوريد 
ظهر النهاردة ف صورة الدم بكثافة 
ضحك الطبيب وكتبلي حقنة مسكنة 
أنا ليا مين غير الصحاب والأمكنة ؟!
رتب صحابك ع الورق حسب الوجود وقت الألم 
واعمل خطوط تحت اللي فاضل منهم 
تحت اللي لسه بيفهمك ويكلمك 
تحت اللي لما بتنسى هو يفكرك 
تحت اللي غاوي يقدرك 
وان كنت عاجز .. يحضنك ككمنجة قابلت لحنها 
يولع كلامكم جنب حاجة بحبها 
انا كل ما اجي وافُك جسمي واعلقه 
ما قابلش جزء بصدقه الا الكفوف ف الضهر 
الا الضوافر وقت حضن مابعد شوق 
وكإني غيمة ومطرت على فوق 
وكإني باندا كل شيء ليها انقرض ولا زلت عايش لجل اكون عبره 
بما اني خبره ف أغنيات فيروز 
ولإني جداً أو لإني يجوز 
ولإني فعلاً م الفراق ادمنت 
أنا خُنت نفسي لما كنت اتخَنْت 
وحرقت بنزين رحلتي على ايه ؟
واحدة ف يناير ماشية ف الشارع 
خليتني ليه بصتلها 
ركبت ناس مركبتي ليه ؟ 
الكل عامل نفسه نوح ورماني وحدي للطوفان 
طيب عبيط صدقتهم من امتى كان الموج ضمان ؟؟
هو انتوا مين ؟
ومليتوا ليه كل الصور لما انتوا هتبيعوا ببلاش 
الكادر صادق ناحيتي والغلطة جاية من الفلاش 
هو انتوا مين ؟؟ وانا ليه حزين على ترككم ؟؟
انا ليه لقيتني باحبكم 
أو ليه لقيتكم م الاساس !
أنا باندا تعبت م الخسارة المفرطة 
بدلّت كل الراحلين بأغاني كانت زيهم 
القهوة فن اللاشفاء من حُب خلق كرهتهم
والروج بتاع البنت لساه ع الجاكت 
غنيت وصوتي ف المدى لاصوت :
خماره جسمك ضحكتك بيره 
يا اللي انتي ذكرى صغيّرة كبيرة 
مريّت عليكي كرسي مش مليان 
وشربت فنجانك يا ست الأوليا
كان السحاب القطن ممزوج بالنزيف 
سمّوه غروب وطاوعتهم ف التسمية 
وانا من ساعتها اتنين ف واحد باشربك 
باستغربك ...
ولقيتني باندا مهددة بالانقراض 
على افتراض انك بجد على افتراض 
وعلى افتراض اني بجد 
مابقيتش بتفائل بحد 
مابقيتش بتقرّب لحد 
عايش مجرد تكملة لشريط قديم 
مستني باندا ف عصر ما 
تؤمن بتوزيع الحياة 
وتكون كمثلي مهددة بالانقراض 
نقسم سوا الفنجان ف دهشة من البشر
دبّين ف عالم خالي الا من حجر 
وساعتها يمكن تبتسم فيروز 
والقهوة تبقى قهوتين بالوقت 
أنا كنت باندا بس صرت تمام 
أو هابقى باندا بس مش دلوقت .

هناك تعليقان (2):